إذا تأخرت ففرح

صحيح أن من تأخر عن آماله أو طموحه أو موعده أو غيرها سوف يتذمر ويحزن وربما تتحطم آماله ولكن هذه تحصل لمن كان ينظر لهذا الموقف بنظرة قريب المدى.

وفي كل تأخير فيها خيره ومعروف أن الخيرة فيما اختاره الله و أنا هنا لا أقول تأخروا بل يجب علينا أن نعمل بالأسباب وأن نخطط ونكون دقيقين في الوقت ولا أنسى شيء مهم وله أثر عظيم و هو قول إن شاء الله أعمل كذا وكذا ولأن من قالها وجبت يعني أنه سوف يعملها مثل ما أراد إلا أن يكون الخيرة في غير ذلك.

وسأذكر مواقف حصلت لي شخصيا ولم أعرف نتيجة التأخير إلا بعد مرور سنوات عدة وهي أني تأخرت في دراسة الابتدائية لمدة ثلاثة سنين وقد ترتب على تأخيري أشياء كثيرة منها أنني إذا رسبت وسألني أحد هل نجحت كنت أتمنى أن تبلعني الأرض ولا يسألني لأنه بعد ما أخبر أجده ينظر إلي وكأنني فاشل ، ومنها أنني افترقت عن زملائي الذين كانوا معي في نفس المرحلة التي كنت بها وكنت أحزن وأتعب نفسيا وأحيانا كنت أُعاير بالراسب فالحمد الله على كل حال ، وكان في وقتها نظرت إليها نظرة قريب المدى مما أثر على نفسي ولكن الحمد الله بعد التأخير مشى حالي ، وأصبحت ملم كثيراً بالحاسب وكان أغلب وقتي على الحاسب لأن وقتها كنت أرى الناس وهم ينظرون إلي بأني فاشل ولذلك كان الحاسب أقرب صديق وبعد مرور السنين وتخرجت من الثانوية وقدمت في العسكرية وفي الكلية الصحية والجامعة وقبلت في الجامعة تخصص حاسب وعند أهلي في الطائف ولم أغرّب ولله الحمد والفضل أولا وأخرا.

وأتوقف هنا لحظة لأنك سوف تسأل أين استفادتك من التأخير؟

فلننظر بمنظار آخر لو أنني لم أتأخر وقتها لم أكن أتعرف على حاسب هذا أولا وأما ثانيا: لو أني تخرجت ولم أتأخر ففي وقتها لم يكن في وقتها في الجامعة تخصص حاسب وسوف أتعب وأغرّب عن الطائف فالحمد الله.

وأقول قصة مشهورة جدا وهي:  أن رجلا أراد السفر  وقدر الله أنه نام وتأخر عن الرحلة فلما وصل إلى المطار وجد الطائرة قد غادرت فحزن ثم رجع إلى البيت وفتح التلفزيون وإذ بهم يعلنون عن سقوط الطائرة فسبحان الله تأخر فنجا من الموت فكان تأخره خيرتا له.

وأخير يجب أن نعمل بالأسباب وأن نقول: قدّر الله وما شاء فعل ، ونحمد الله على كل حال فاللهم لك الحمد كما يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك ، هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.